الأسهم الأوروبية تصعد بدعم نتائج قوية وتحفيز بريطاني وتفاؤل الانتخابات الأمريكية

المؤلف: الاقتصادية10.12.2025
الأسهم الأوروبية تصعد بدعم نتائج قوية وتحفيز بريطاني وتفاؤل الانتخابات الأمريكية

في يوم الخميس، حققت الأسهم الأوروبية ارتفاعًا ملحوظًا، لتسجل أعلى مستوياتها في مدة تزيد عن أسبوعين، وذلك بفضل تحسن ملحوظ في معنويات المستثمرين. هذا التحسن يعزى إلى مجموعة من العوامل الإيجابية، بما في ذلك النتائج الربع سنوية القوية التي أعلنت عنها الشركات، والتحفيزات الجديدة التي تم إقرارها لدعم الاقتصاد البريطاني المتضرر بشدة من جائحة فيروس كورونا، بالإضافة إلى المكاسب التي حققتها الأسهم الأمريكية وسط توقعات متباينة بشأن نتائج الانتخابات الرئاسية.
ووفقًا لبيانات "رويترز"، فقد ارتفع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 1.1 بالمئة، ليصل إلى أعلى مستوى له منذ 19 أكتوبر، ويتجه نحو تحقيق أفضل أداء أسبوعي له في فترة تتجاوز الستة أشهر. يعكس هذا الارتفاع تفاؤلًا متزايدًا في الأسواق الأوروبية وإقبالًا على المخاطرة من قبل المستثمرين.
وقد قفز مؤشر قطاع التكنولوجيا بنسبة 2.5 بالمئة، متأثرًا بأداء نظيره الأمريكي القوي. ومع ذلك، لم تقتصر المكاسب على قطاع التكنولوجيا وحده، بل شملت طيفًا واسعًا من القطاعات في أوروبا. فقد ارتفعت أسهم شركات صناعة السيارات وشركات الإعلام ومنتجي الكيماويات بأكثر من اثنين بالمئة، مما يدل على انتعاش شامل في النشاط الاقتصادي.
وفي سياق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يتقدم المرشح الديمقراطي جو بايدن على منافسه الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، الذي يزعم وجود مخالفات في التصويت وقام برفع دعاوى قضائية وطالب بإعادة فرز الأصوات في ولاية واحدة على الأقل. هذه التطورات تزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق، ولكن المستثمرين يبدون حذرًا متفائلين.
ويتوقع المستثمرون أن يحتفظ الجمهوريون بالسيطرة على مجلس الشيوخ الأمريكي، وهو ما سيقلل من فرص إقرار حزمة تحفيز ضخمة جديدة، لكنه في الوقت نفسه سيزيد من صعوبة تشديد اللوائح أو زيادة الضرائب على الشركات. هذا السيناريو يعتبر إيجابيًا بالنسبة للأسواق، حيث يقلل من المخاطر المحتملة لزيادة الضرائب واللوائح.
وأشار جوشوا ماهوني، كبير محللي السوق لدى آي.جي، في مذكرة له، إلى أن "عدم اليقن الذي نلحظه لا يؤثر سلبًا على المعنويات، وذلك لأن انقسام الكونجرس يحد من إمكانية زيادة الضرائب تحت رئاسة بايدن." هذا التحليل يعكس وجهة نظر العديد من المستثمرين الذين يرون أن انقسام الكونجرس يمثل حماية من السياسات الاقتصادية التي قد تضر بالشركات.
وساهمت نتائج الشركات الإيجابية في تعزيز صعود الأسواق الأوروبية. على سبيل المثال، ارتفع سهم سوسيتيه جنرال بنسبة 3.7 بالمئة بعد عودة البنك الفرنسي إلى تحقيق أرباح ربع سنوية بفضل انتعاش في أنشطة تداول الأسهم. هذه النتائج تعكس تحسنًا في أداء القطاع المالي الأوروبي وتزيد من الثقة في قدرته على التعافي.
في المقابل، تعرضت أسهم البنوك لضغوط بشكل عام، حيث انخفض سهم مجموعة آي.إن.جي الهولندية بنسبة 4.8 بالمئة عقب الإعلان عن أرباح قبل الضرائب جاءت دون التوقعات. كما فقد سهم كومرتس بنك الألماني 5.8 بالمئة بعد الإعلان عن خسائر ربع سنوية. هذه النتائج السلبية تذكر المستثمرين بأن التعافي الاقتصادي لا يزال هشًا وأن بعض الشركات قد تواجه صعوبات في تحقيق أهدافها.
واستفادت الأسواق أيضًا من تحفيز اقتصادي جديد يهدف إلى تخفيف تداعيات أزمة فيروس كورونا. ارتفع المؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني بنسبة 0.4 بالمئة بعد أن قرر بنك إنجلترا المركزي زيادة حجم مشترياته الضخمة بالفعل من السندات وتمديد وزير المالية ريشي سوناك برنامجًا باهظ التكلفة لصيانة الوظائف. هذه الإجراءات الحكومية تهدف إلى دعم الاقتصاد البريطاني وحماية الوظائف، وتساهم في تعزيز الثقة في الأسواق.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة